الكلاب السائبة مجدداً

ترددت قبل ان ارسل هذه المساهمة لان موضوع الكلاب السائبة تم تداوله كثيرا ولكن وجدت لا ضير من اعادة الكتابة عن هذا الموضوع( القديم الجديد ) طالما لا زلنا لم نلمس حلولا لهذه الكارثة

منقول عن جريدة المدى بتاريخ 5/10/2009

ما ان يحلالليل حتى تقوم مجاميع الكلاب السائبة في معظم مناطق بغداد، الفقيرة منها تحديدا،بإعادة الانتشار في الأزقة والشوارع مقلقة راحة الناس بنباحها المتواصل ومعرضة حياةمن شاء حظه العاثر ان يمر بأحد الأزقة التي تتواجد فيها هذه المجاميعللخطر،

ولاتقتصر أضرار تلك الكلاب على العض والنهش والملاحقة والمضايقة في الطرقات والشوارع،بل اكثر من ذلك انها تنقل أمراضاً خطيرة، قد تسبب الوفاة. في الدول المتحضرة تعاملالكلاب السائبة لحظة ظهور أية بوادر مقلقة منها، فيقتل الكلب قتلاً رحيماً رغماحتجاجات جمعيات الرفق بالحيوان، كما يطلب من أصحاب الكلاب المملوكة، ملكا صرفا، انيلبسوا كلابهم اطواقاً في رقابها لتميزها عن السائبة فلكل كلب أوراق ثبوتية تشيرالى اسمه وعمره وحتى سلالته للتثبت من (مدى كونه كلباً ومن نسل كلاب) كما تحملإشارة الى صاحبه لتتمكن الجهات المختصة من متابعة تلقيح الكلاب والعناية بها ومنعإصابتها بالأمراض والعمل على منع نقلها للإنسان وتهديد حياته.
في الآونة الأخيرةتفاقمت ظاهرة الكلاب السائبة، فتراها دون عناء ممدة على الأرصفة وعلى حافات المزابلوفي التقاطعات وأمام القصابين وخلف المطاعم وفي الأزقة والساحات العامة.
فيالليل يبدأ نباحها أثر المعارك الضارية التي تنشب بين المجموعات على كومة ازبال،وقد تتوقف هذه المعركة او تلك عندما يمر شخص ما من الشارع لتؤدي له التحية، علىطريقتها الخاصة، من خلال ملاحقته وإجباره على الهرولة وفي معظم الأحيان الظفر بهبـ(عضة كلب) قد تسبب له الوفاة، والأخطر في موضوع هذه الكلاب انها أمراض متنقلةبسبب تواجدها المستمر بين أكوام الزبالة بحثا عن الطعام وقد تسببت بالفعل في نقلالعديد من الأمراض الى المواطنين، فضلا عن انها كانت السبب في نزاعات عشائرية بسببالعضات الطائشة غير المسؤولة!
كلاب جريئة جدا!
يقول المواطن حسين امجد احدسكنة حي الرسالة في جانب الكرخ: لمنطقتنا قصص مع الكلاب في الليل ويصعب عليناالخروج ليلاً مهما كان الأمر طارئا فما أن يخرج احدنا حتى يجد مجاميع الكلاببانتظاره حيث تمكث نهاراً في المساحات الفاصلة بين منطقة وأخرى وما ان يحل الليلحتى تدخل المنطقة لتصول وتجول وتدخل بعض تلك الكلاب حديقة المنزل.
وأضاف: لقدخرجت ذات ليلة الى حديقة المنزل ففوجئت بوجود ثلاثة كلاب تحت مبردة الهواء خرجتليهجم علي، أصبت بعضة أحدها ومن حسن حظي ان قماش البنطلون الذي كنت ارتديه كان مننوع (كابوي) مما خفف من شدة العضة التي أصبت بها في ساقي ولاحقني كلب آخر الى داخلالمطبخ ولم أتخلص منه الا عندما تناولت مسدسي الشخصي وشرعت بإطلاق النار عليهفأرديته قتيلاً ولم أتمكن في تلك الليلة من إخراجه الى (المزبلة) المقابلة لبيتيواكتفيت بسحبه الى حديقة المنزل وتركه بها حتى الصباح.
حفلات النباحالليلوجد للراحة والاستقرار والهدوء لكن الكلاب السائبة في شوارعنا عطلت هذهالقاعدة،بسبب نباحها الجماعي وشجارها على فضلات المزابل، يقول المواطن هشام عثمانوهو من سكنة حي البساتين في جانب الرصافة: يصعب علي النوم في الليل بسبب نباحالكلاب الذي لا يطاق، فالكلاب تستمر بالنباح وبأعداد كبيرة وبصوت مرتفع مما سبب ليالأرق، وأضاف: لا استطيع ان أنام مع أسرتي في سطح المنزل خلال أيام الحر بسبب نباحالكلاب،فيما قال لنا ابنه الذي عضه كلب في فخذه عندما خرج لشراء الخبز : انه يتمنىان يتم الحد من هذه الظاهرة التي مازالت تهدد أمنه في كل يوم متسائلاً عما قدمتهالجهات المختصة للحد من هذه الظاهرة التي باتت تؤرق نوم المواطنين.
فيما ذكرالمواطن ابو علي وهو يسكن بالقرب من هشام انه أصيب بصداع مزمن بسبب عدم الانتظام فيالنوم وقال: ان صوت الكلاب يدق في الرأس على حد قوله، وأضاف: ان هذه الظاهرة تسببتلي بمرض مزمن في رأسي افقدني توازني الطبيعي وجعلتني غير قادر على ممارسة نشاطياليومي في العمل وأصبحت اشعر بالألم عند سماع أي صوت حتى عندما يتكلم احدهم معيوبالرغم من ذلك لا مفر لي من سماع صوت النباح وعلق حائرا: لا ادري ماذا تفعل الفرقالمختصة وأين هي عن كل ما يحدث للمواطنين.
مشهد يتكرر كل يوملكل مواطن نظاميومي او مشهد يومي قد يأخذ شكل روتين عمل او لقاء بشخص ما لكن من الغريب ان يتكرركل يوم موقف يرتبط بكلب سائب.المواطنة أشواق رحمن (موظفة) من سكنة حي الصحة فيجانب الكرخ قالت:لدي مشهد يتكرر كل يوم هو جزء من حياتي اليومية فعندما اخرج للعمليكون علي اصطحاب احد إخوتي لكي أتجاوز الكلاب التي أخاف منها كثيراً واصل للباصلأزاول عملي وعند العودة في الظهيرة أجد الكلاب موجودة وأعاني الخوف حتى ادخل البيتولطالما اضطررت بسبب هذه الكلاب اللعينة الى الهرولة، وأضافت: ان أهم أسباب انتشارالكلاب السائبة كثرة المزابل العشوائية داخل المناطق السكنية وقلة وجود حاوياتالنفايات وحتى انعدامها أحياناً و طالبت أمانة بغداد بالعمل على توفير الحاوياتمعتقدة ان هذا الإجراء سيحد من هذه الظاهرة التي ينجم عنها ترويع المواطنينوإيذاؤهم.
بينما قال المواطن حامد لؤي من سكنة حي القاهرة في جانب الرصافة: يتوجب علي ان (أصبح) بوجه الكلاب السائبة في كل صباح وهذا الأمر مزعج بالنسبةلي.
فصل عشائرياما مصعب عادل من أهالي سبع بكار (معلم) في جانب الرصافة فقدتحدث لنا قائلاً: ان الكلاب السائبة سببت مشاكل عشائرية فأذكر ذات مرة كان ابنجيراني يقدم الطعام لكلب سائب ويجعله ينام في الحديقة المقابلة لداره وفي ذات يومهجم هذا الكلب على شخص آخر من أهالي المنطقة فما كان من ذلك الشاب الا قتل ذلكالكلب لتخليص نفسه وبعد أيام قامت عشيرة الأول بمهاجمة بيت قاتل الكلب ونجمت عن ذلكمشكلة عشائرية محتدمة لم تنته إلا بعقد مجلس الصلح، وأضاف قائلاً: ان جهل بعض الناسبالأمراض التي تحملها تلك الكلاب أدى الى رعايتهم لها واقترابهم منها وحتى لمسهادون اي حرج لذلك فنحن نحتاج، إضافة الى العمل على القضاء على الكلاب السائبة القيامبتوعية المواطنين بالمخاطر الصحية التي يمكن ان تنجم عن تلك الكلاب والتوعية ضروريةلاسيما للأطفال.
اما المواطن (أبو احمد) من سكنة (مدينة الشرطة) فقد كانت لديهقصة أخرى ذكرها لنا قائلاً: ذات مرة شهدت فصلاً عشائرياً عقد بسبب كلب سائب فقدتعرض شخص لعضة كلب سائب ومات على أثرها فما لبثت عشيرة المقتول الا ان هاجمت البيتالذي وقع أمامه الحادث مدعين ان الكلب كان ملك صاحب هذا الدار بحجة ان الحادث كانفي باب ذلك البيت وبالرغم من الإيمان الغليظة التي اقسم بها صاحب الدار لتبرئةساحته من ملكية الكلب الا انه لم يفلح في إقناع أهل المقتول ما استدعى إقامة فصلعشائري ودفع الدية جراء قتل الكلب ذلك المتوفى.

وفاةابنها الوحيدان مضار الكلاب السائبة للمواطنين لاسيما في الأحياء الفقيرة اكثرمما يتوقع مراقب من بعيد. المواطنة ام حمدي من سكنة منطقة الحسينية في جانب الرصافةروت لنا قصة محزنة قائلة: لقد أصيب ولدي الذي كان يبلغ من العمر (8 سنوات) بعضة كلبسائب أدت الى قطع كف يده في نفس اللحظة، وبعد ان هرع والد الطفل هرب الكلب آخذاًمعه كف الطفل وأضافت: ان ابنها توفي بعد هذه الحادثة بمدة قصيرة وهي تتمنى ان لايحدث لأي ام ما حدث لها، وان تقوم الجهات المسؤولة بمعالجة هذا الموضوع.
تطاردالمواطنينحالات من الكر والفر جمعت المواطنين مع الكلاب السائبة أقلقتالمواطنين وأثارت استياءهم مما دعاهم لمطالبة المسؤولين بوضع حل لهذه الظاهرةالمزعجة.
فقد عبر المواطن طه عارف من أهالي منطقة أبو دشير في جانب الكرخ عناستيائه من تفشي هذه الظاهر قائلاً: تثير ظاهرة الكلاب السائبة القلق والإزعاج لدىالمواطنين فهي تطارد المارة في الأحياء والطرقات خاصة في الليل، فثمة كلاب تمنعالمواطنين من المرور في بعض الشوارع كما ان عضة الكلب قد تؤدي للوفاة، وأضاف: انمزيداً من التأخير أو الاهمال في معالجة تلك الظاهرة يؤدي الى تزايد إعدادهاباستمرار فإناث الكلاب تضع عدة مرات في السنة.
اما المواطن علي سالم فقال: يتوجبعلي ان أوصل أبنائي للمدرسة في كل يوم لان الكلاب ما زالت منتشرة في الشوارع حتىالصباح، وأضاف: هناك كلاب سائبة قرب المدرسة مما يخيف أبنائي ويجعلهم يرفضون الذهابوحدهم وان هذه المهمة الإضافية تأخره عن العمل وقد أحرجه هذا الموقف اكثر من مرة،وأضاف: ان ظاهرة الكلاب السائبة ظاهرة غير مدنية و ينبغي القضاء عليها.
اماالمواطنة أم حسين من سكنة حي سومر في جانب الرصافة فقد ذكرت ان تواجد الكلابالسائبة في المزبلة المجاورة للسوق الشعبي امر مقزز ومثير لاشمئزاز المواطنينفالكلاب تدخل السوق بين الحين والآخر، وأضافت: ان هذا الموضوع خطير جداً!
وأكدالمواطن حسن عبد جبار، ان الكلاب السائبة موجودة داخل مدرسة ابنته في حي البنوكوتدخل دون أية عائق الى ساحة المدرسة وتسبب ذعرا كبيرا في أوساط الأطفال مما أدىالى عدم خروج الأطفال الى ساحة المدرسة، وحالة دخول الكلاب الى المدارس سمعناها مناغلب المواطنين.
حقوق الإنسان وحقوق الحيوانفيما عبر المواطن طارق ماهر عناستيائه من غياب دور أمانة بغداد خصوصاً بعد المناشدات التي وصلت من منظمات دوليةتعنى بحقوق الحيوان قائلاً: ان حياة الإنسان أهم من حياة الحيوان وان تلك الكلابحاضنة أوبئة تهدد حياة الإنسان بشكل مستمر لذلك طالب بأن لا تحصل مجاملة على حسابالمواطنين.

الكلاب السائبة مجدداً 720843124

موضوع قيم يحتاج الى التركيز عليه من قبل المسؤولين
الكلاب السائبة مجدداً 296364_1221312172

» الكلاب السائبة
» الكلاب السائبة...خبر منقول
» الكلاب السائبة والطفلة الشهيده