الكلاب السائبة.. لجان الابادة تطاردها والعشائر تطالب بالثأر لهاPublished 5.6.2008, 02:33
نيوزماتيك/ السماوة
تثير الكلاب السائبة في محافظة المثنى القلق لدى المواطنين. فهي تطارد المارة في الاحياء والطرقات خاصة في الليل. فثمة كلاب تمنع الاولاد من المرور في بعض الشوارع خاصة تلك التي تؤدي الى مدارسهم. كما ان عضة الكلب تسبب امراضا خطيرة وبعضها يؤدي الى الوفاة.
ورغم عمليات الإبادة المستمرة للتخلص من الكلاب السائبة في مدن محافظة المثنى، 280 كم جنوب بغداد، إلا أن أعدادها تزيد باستمرار بسبب سرعة تكاثرها. كما جغرافية محافظة المثنى المفتوحة على البادية وفرت ملاذا للكلاب السائبة. كما ان قتل الكلاب عمل مستنكر من قبل الطب البيطري، ومستنكر ايضا من قبل المزارعين ورجال العشائر الذين يهتمون بها لحماية مواشيهم الامر الذي يؤدي إلى منازعات في الغالب.
الداء القاتليقول الدكتور محمد عبد الأمير الحساني في حديث لـ"نيوزماتيك" "الكلاب تسبب الكثير من الأمراض الخطرة أبرزها داء الكلب والأكياس المائية".
ويوضح الدكتور الحساني أن "عضة الكلب المسعور تسبب داء الكلب وهو مرض خطير معدِ ينقل فيروس رايدو من الحيوان إلى الإنسان عن طريق اللعاب ويسبب خللا في الدماغ ويؤدي إلى إصابة الإنسان بالصداع القوي وتشنجات في جدار الصدر وصعوبة التنفس وأحيانا يؤدي إلى الشلل الرباعي مع ألم قوي وتشنجات في عضلات الفكين مما يعيق عملية الأكل والشرب ويسبب الوفاة في أغلب الأحيان بحسب مكان العضة وقربها من الرأس".
ويشير الدكتور الحساني إلى أن "اللقاحات التي تعطى للمريض لا فائدة فيها إذ أن الإصابة بعضة كلب مسعور نتيجتها الوفاة لا محالة". غير انه يؤكد أن "هناك إجراءات وقائية لمنع حدوث المرض وأهمها القضاء على الكلاب السائبة وتلقيح الإنسان الذي يقوم بتربية الكلاب في بيته أو الذي من المحتمل أن يتعرض لعضة كلب وكذلك تلقيح الكلب نفسه".
ويحذر الدكتور الحساني من قيام بعض المواطنين بقتل الكلب مباشرة بعد أن يعض الإنسان بدون انتظار مراقبته لمدة خمسة أيام على الأقل للتأكد من كونه مسعورا أم لا.
ويقول مدير مستشفى السماوة البيطري الدكتور عبد الكريم عبد الزهرة إبراهيم إن "محافظة المثنى من المحافظات الريفية المفتوحة على البادية ولهذا يتزايد قدوم الكلاب السائبة إليها كما أن التركيبة الفسلجية لأنثى الكلب تسهل تكاثر الكلاب إذ أن فترة حملها أربعة أشهر فقط وتلد من خمسة إلى ستة جراء في كل حمل".
السموم أم البنادق!ويكشف الدكتور إبراهيم أن "أفضل طريقة للخلاص من الكلاب السائبة هي عن طريق سمّها بحبوب الستركتين سلفيت وهي مادة سامة وقاتلة يتم استعمالها على يد الكوادر من خلال دسها في مريء الماشية أو أمعائها الغليظة بعد جلبها من المجازر كي لا يراها الكلب أو يشم رائحتها فيرفضها، وهي تقدم كطُعم، وهذه الحبوب فعالة جدا بحيث تقتل الكلب خلال خمس دقائق كحد أقصى".
ويتابع الدكتور إبراهيم إن "إبادة الكلاب السائبة تتم من خلال حملات لمدة شهر تديرها لجان طبية وأمنية وخدمية متخصصة من مستشفى السماوة البيطري ومديرية الشرطة ومديرية البلديات التي يتمثل دورها في رفع الكلاب بعد قتلها وحرقها ودفنها عن طريق الطمر الصحي خوفا من أن تكون مصدراً لأمراض قد تنتقل إلى الإنسان".
ويشير الدكتور إبراهيم إلى المعوقات التي تواجه عمل اللجان قائلاً "نحن نواجه الكثير من المشاكل بسبب النزعة العشائرية للأهالي في محافظة المثنى الذين يعتمدون على تربية الماشية والرعي، فهم يقومون بتربية الكلاب لأجل حماية ماشيتهم وفي حال قيامنا بقتل كلب مملوك لإحدى هذه العشائر فإنهم يطالبون بفصل عشائري أو التعويض عن طريق رفع دعوى قضائية في المحاكم ويصل الأمر أحيانا إلى حمل السلاح والقتال لأخذ الثأر".
ويبيّن الدكتور إبراهيم أن آخر حملة قامت بها لجان إبادة الكلاب السائبة كانت قبل خمسة أشهر وأسفرت عن القضاء على 1780 كلباً.
ويتحدث العميد كاظم الجياشي لـ"نيوزماتيك" عن طريقة الخلاص من هذه الكلاب ويقول "تتم بإطلاق النار عليها من قبل عناصر الشرطة. هناك شرطي مدرب خصيصا لهذا الغرض في دورة أقيمت ببغداد يحمل تسمية رئيس عرفاء هدّاف".
ويوضح أن "الشرطة كانت في السابق تستخدم بنادق الصيد في قتل الكلاب السائبة إلا أن عتادها حاليا غير متوفر ولهذا تستخدم الكلاشنيكوف لتوفر عتادها".
ولم يخف العميد الجياشي سلبيات هذه الطريقة وما تثيره من رعب وسط المواطنين بسبب اطلاق النار مضيفا أن "طلقة واحدة على قطيع من الكلاب نتيجتها قتل واحد وهروب سائر الكلاب وهذه عملية برأيي غير ناجحة".
حقوق الحيوانإن ظاهرة التخلص من الكلاب السائبة قرار ذو حدين فمن جهة تسبب هذه الكلاب الأمراض والقلق للمواطنين ومن جهة أخرى تدخل في موضوع حقوق الحيوان.
ويقول الطبيب البيطري مشتاق عبد حسين إن "هناك جهودا مضنية من قبل الخبراء والمختصين في الشركة العامة للبيطرة للقيام بعملية اخصاء جميع الكلاب السائبة لإيقاف عملية الولادة والتكاثر بدلا من قتلها وهذا سيسهم في تحديد أعدادها والسيطرة عليها وتلقيحها من الأمراض المعدية والخطرة.