مرض الرعام ( مرض السقاوة أو داء الخيل ) GLANDERS
المقدمــــــــــــــة :
الرعام مرض معدي جداً يكون حاد أو مزمن , ويكون بالعادة قاتل للفصيلة الخيلية (Equidae ) سببه بكتريا
Burkholderia mallei ويتميز المرض بالتطور المتسلسل من تقرح العقيدات ( nodules ) التي توجد بشكل عام في الجزء الأعلى من القناة التنفسية , الرئتين , والجلد. البشر , وفصيلةالهريات (Felidae ) والأنواع الأخرى ممكن أن تصاب بالمرض وبالعادة يكون قاتل.
الرعام من أقدم الأمراض المعروفة وكان شائع في كل أنحاء العالم. حالياً أستأصل المرض وسيطر عليه عملياً في العديد من البلدان ومن ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية.. في السنوات الأخيرة أبلغ عن المرض في العديد من البلدان منها العراق , تركيا , باكستان , الهند , منغوليا , الصين , البرازيل.
الوبائية والمسبب المرضي :
بكتريا Burkholderia mallei والتي كانت معروفة سابقاً بPseudomonas mallei
وهي بكتريا متحركة على هيئة قضيب , بكتريا غرام السلبية (Gram-negative ) وهي بكتريا هوائية. توجد عموماً في التربة وفي المياه الجوفية حول العالم. وهذه البكتريا توجد في التربة في كل درجات الحرارة وتتضمن التربة في أقطاب الأرض حيث تبلغ درجة الحرارة 7 درجة مئوية.
البكتريا تكون موجودة في الرشح( exudates ) الأنفي والتقرحات الموجودة في جلد الحيوانات المصابة. ينتقل المرض عن طريق الغذاء والماء الملوث بالعامل المسبب من الرشح الأنفي للحيوانات المصابة.
العلامات السريرية :
بعد فترة حضانة تقدر بأسبوعين تظهر على الحيوان المصاب علامات التسمم الدموي وحمى عالية ( تصل الى 41 درجة مئوية ) .. بعد ذلك تظهر أفرازات أنفية مخاطية قيحية mucopurulent) ) سميكة وأعراض تنفسية ويحدث الموت خلال بضعة أيام. أن المرض المزمن مشترك في الخيول ويظهر بعد أن تضعف التقرحات العقدية الجلدية والجروح الأنفية.
الحيوانات ذات الأصابة المزمنة ممكن أن تعيش لمدة سنوات وتقوم بنشر البكتريا المسببة للمرض. الحيوانات التي تشفى من المرض لا تتكون لديها مناعة ضد المرض.
الأشكال الجلدية والرئوية والأنفية للرعام ( السقاوة ) معترف بها , والحيوان قد يصاب بأكثر من شكل في كل مرة.
الشكل الأنفي (nasal form ) : في هذا الشكل من المرض العقيدات تتطور في الغشاء المخاطي من الحاجز الأنفي والأجزاء السفلية من المحارة (turbinates ).. تتحلل العقيدات الى القرح العميقة بالحدود الشادة المرفوعة.. وتبقى الندب النجمية المميزة للمرض بعد أن تشفى التقرحات. في المرحلة المبكرة , تكبر غدة اللمفاوية تحت الفكية العلوية submaxillary وتكون متوذمة ولاحقاً تصبح ملتحمة بالجلد أو بالأنسجة العميقة.
الشكل الرئوي (pulmonary form ) : العقيدات شبه الدرنة الصغيرة والتي لها قوام متجبن ومراكز متكلسة وتكون محاطة بالنطاق الألتهابي (inflammatory zones ) توجد في الرئة.
أذا كانت عملية المرض شاملة ومترسخة بشكل كامل وتام في الرئة فأن ذلك سوف يؤدي الى ظهور حالة ذات الرئة (pneumonia ).. هذه العقيدات تميل الى التحلل وقد تفرغ محتوياتها إلى القصيبات وهذا الأمر سوف يؤدي الى أمتداد الأصابة الى المنطقة التنفسية العليا.
الشكل الجلدي (cutaneous form ) أو ما يطلق عليه داء الخيل (farcy ) : العقيدات تظهر على طول الأوعية اللمفاوية خصوصاً تلك الموجودة في الحدود القصوى من جسم الحيوان..هذه العقيدات تتحلل وتشكل القرح التي تفرغ قيحاً دبقاً ويكون معدي للغاية. الكبد والحطال ممكن أن تظهر فيهما جروحاً عقدية وتكون نموذجية.
التشخيص :
العقيدات النموذجية , التقرحات , تكوين الندب والضعف الظاهر على الحيوان قد تعطينا دليل كافي للتشخيص السريري للمرض.. على أي حال , هذه الأعراض لا تظهر بشكل دقيق حتى يصل المرض الى مرحلة متقدمة للغاية , لذلك يجب علينا أستخدام الفحوص التشخيصية الخاصة بالمرض بأسرع وقت ممكن. أختبار الملين (mallein test ) هو الأختبار المناسب وهو خاص بمرض الرعام حيث يكون أختبار دقيق ومكمل ومؤكد للأصابة بالمرض وهو أختبار أمين للغاية.. وبالرغم من أن أختبار الأليسا (ELISA ) يكون أكثر حساسية وأكثر دقة ولكن أستعماله محدود للغاية ولا يتعدى نطاق الأبحاث.
أستزراع الرشح (exudates) من الأفات الموجودة في الحيوان المصاب تكشف لنا وجود البكتريا المسببة للمرض حيث تزرع على أجار الدم وتكون المستعمرات واضحة للغاية.
الوقاية والعلاج :
لا يوجد لقاح (vaccine ) للمرض . ونعتمد في الوقاية والسيطرة على المرض على الكشف المبكر وأبعاد الخيول المصابة , بالإضافة الى أجراء الحجر البيطري الكامل والتطهير الصارم والدقيق لكل المنطقة. العلاجات تعطى فقط في المناطق التي يكون فيها المرض مستوطن.
تبين أن أعطاء بعض الأدوية كانت كفوءة في الوقاية وعلاج مرض الرعام التجريبي ومن هذه الأدوية التالي:
1. Doxycycline
2. ceftrazidime
3. gentamicin
4. gentamicin, and combinations of sulfazine
5. sulfamonomethoxine with trimethoprim
(( أعداد وترجمة : الدكتور طلعت عبد المجيد ))