مهنة الطب البيطري.. بين المشكلة والحل

من الملاحظ عزوف الكثير من الاطباء البيطريين بمهنتهم وكأنه طلاق مبكر!!. والكثير وبعد سنين قلائل من الممارسة الحقلية يغلقون عياداتهم معلنين الترك الفعلي (روحة بلا رجعة) مفضلين عليها مهن اخرى.
والسبب بطبيعة الحال: النظرة التجارية السلبية للموضوع او لربما الاخطار الناجمة عن هذه المهنة او التسرع وسوء الاختيار منذ البداية.
فالبعض يتوجه الى البحث عن تجارة الربح السريع، والبعض الاخر يفضل الاستثمار الخاص، ومنهم من يتوجه الى بيع السكائر والحلويات والببسي وغيرها.
واذا سألت احدهم عن سبب تركه لمهنته الاصلية فأنه يجيبك: والله... الروتين ممل.. وريحة مو طيبة.. يمعوّد صار المربي (صاحب الحيوان) هو الدكتور هسه!!. ناهيكم طبعا عن اسباب تتعلق بنا (نحن معشر الاختصاص) منها: عدم التعامل الامثل الذكي – الرومانسي- الجذاب مع مهنتنا، فكانت هذه الخطوبة الفاشلة!!.
واسمحوا لي يا زملاء بأن اطرح عليكم التالي:
ألم نفكر اكثر في المردود المالي قبل اخلاقيات المهنة؟، فكان هذا الانحطاط.

إن طريق النجاح والابداع ضمن مجال التخصص يتحدد بأمور وخطوات عديدة ثابتة وفق نهج ايجابي ساعٍ الى قتل الملل والبحث عن الجديد... واليكم بعضاً من الاضاءات والاشارات المرورية نحو النجاح على طريق النجاح:
- ضرورة تسجيل وتوثيق المعلومات.
- ضرورة المطالعة اليومية سيما مع ما هو موجود على شبكة النت والوسائل الحديثة والمجلات العلمية المتوفرة.
- تجنب رجاءاً الاعتقاد او الاقتناع بأن الفرصة لكل هذا لم تحن بعد. بل كن مستعداً للمبادرة اولاً.

فاذا كنت بصفة طبيب بيطري ممارس في الحقل او في الادارة او استاذاً جامعياً... عليك بالوصفة التالية:
• خصص سجلاً او دفتراً ودوّن فيه الحالات المرضية التي تصادفك وراجع مصادر العلم للتأكد من تشخيصك.
• اقتني كاميرا ديجيتال والتقطت الصور كلما استطعت... لا بل اجعل الكاميرا رفيقتك اينما ذهبت.
• لا تجعل الاحباط واليأس يسيطران عليك.. واعلم ان تجربتك وبحثك ضمن ما تريد ان تبحث به قد يكون مسجلاً او مثبتاً من قبل غيرك.. لكن ليس بنكهتك انت وباسلوبك انت وبظروفك انت... فكم من ابحاث علمية اصبحت بديعة وذات قيمة ومصدر للباحثين، كانت في البداية مجرد افكار او شخابيط ليس الا.
• لا تبقى في منصبك لاكثر من 4 سنين ولا يغرنك ما يدر به عليك المنصب.. بل حاول التنقل بين المناصب كلما استطعت لتكتسب الخبرة.
• واكب متطلبات هذا العصر وتعلّم استخدام الحاسوب بما يخدمك فعلاً.
• احرص على معرفة القوانين والانظمة الجديدة والقديمة التي تخصك.
• كن المحور الذي يقود العجلة التعليمية في اكاديميتك وحلّق بطلبتك نحو افق البحث وجمع التقارير العلمية واضمن لهم التكوين الجيد الذي يسمح لهم ان يواجهوا الحياة العملية بثقة وهمة.

رجائي ان اكون قد وفقت بما ذكرته... ولنعمل من اجل ألا تكون مهنتنا عرضةً للانقراض ولتعرية الزمن.
اخوكم/ م.د. زاهر عبد اللطيف جميل