[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الطب البيطري مهنة بلا قيود
التاريخ: Sunday, July 20
اسم الصفحة: علوم
د. غالب الانصاريبدأت مهنة الطب البيطري، التي تعنى بصحة الحيوان والانسان، مسيرتها العلمية العام 1954 - 1955 حيث تأسست كلية الطب البيطري دون وجود مؤسسات دراسية لها من اساتذة وبنايات خاصة بها.. وبناء على ذلك، تقرر الحاق الوجبة الاولى لطلاب الصف الاول
منقول
وكان عددهم عشرين طالبا، بطلاب الصف الاول من كلية طب بغداد، وجرى تدريسهم سوية على يد اساتذة كلية الطب ومناهجها الدراسية... وبعد ذلك، حيث تم توفير بنايات للكلية في بغداد الجديدة، بقى اعتماد كلية الطب البيطري، في تنفيذ مناهجها وبرامجها الدراسية وتغطيتها بالاساتذة المتخصصين، على اساتذة كلية طب بغداد بالدرجة الاولى، وعلى اساتذة اجانب وعرب من هنود ومصريين.وعند تخرج الاطباء البيطريون بعد حصولهم على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة البيطرية بعد خمس سنوات من الدراسة، ارتبطوا بـ(نقابة المهن الطبية) في المنصور التي تضم الاطباء والصيادلة واطباء الاسنان. هذه هي باختصار مسيرة الطب البيطري في مضمار العلم والتعلم.
حققت هذه المهنة بعد نشوئها، معينا ثرا من كوادر علمية متميزة، وانجازات مهنية رائدة.. وصروح علمية ومهنية كثيرة منها:ـ
كليات الطب البيطري في العديد من المحافظات وعددها يناهز العشر كليات.
الهيئة العامة للبيطرة والثروة الحيوانية.
المختبر المركزي للحصول واللقاحات البيطرية والفحوصات المختبرية/ ابو غريب.
قسم التلقيح الاصطناعي ونقل الاجنة/ ابو غريب.
محطة تربية الحيوان والبحوث العلمية والصحية الخاصة به/ ابو غريب.
مختبر التقييس والسيطرة النوعية/ منطقة الشيخ عمر.
معهد الطب البيطري للكوادر المساندة/ منطقة ساحة عدن/ بغداد.
معهد الدورات التطبيقية والتعليمية للاطباء البيطريين العرب، بالتعاون مع منظمة الغذاء والزراعة الدولية FAO / بغداد.
تأسيس نقابة الاطباء البيطريين، واقامة المؤتمرات النقابية السنوية بمشاركة النقابات العربية والعالمية.
فضلا عن دورها في مؤسسات الدولة منها:
تأسيس معهد ابحاث الاجنة وعلاج العقم/ جامعة النهرين/ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهو معهد تدريسي وبحثي وعلاجي خاص بامراض العقم في الانسان واطفال الانابيب وتتم فيه دراسات تخصصية لشهادات الماجستير والدبلوم العالي لامراض العقم.
تأسيس معهد المصول واللقاحات العائد لوزارة الصحة، والاشتراك في ادارته العلمية والفنية، وقيادة قسم التقييس والسيطرة النوعية فيه من قبل اطباء بيطريين متخصصين.
ادارة معهد باستور علميا وفنيا في مكافحة داء الكلب والوقاية منه.
قيام الرموز المهنية المتخصصة من اساتذة وعلماء بادارة المناصب الرفيعة في مؤسسات الدولة من رؤساء جامعات وعمداء كليات طب ورؤساء اقسام وفروع علمية وتدريسيين في مختلف كليات العلوم الطبية والمهنية.
اعتراف وزارة الصحة بمختبر المصول واللقاحات البيطرية والفحوصات، المختبرية كمؤسسة طبية متخصصة في علوم المختبرات وانتاج المصول واللقاحات واقرارها باهلية وكفاءة الاطباء البيطريين العاملين في ممارسة التحليلات المرضية.
اضافة الى ما انجزته وقدمته مهنة الطب البيطري في مجال الثروة الحيوانية والصحة العامة لبناء الوطن وتوفير الامن الصحي والغذائي للشعب العراقي ورقيه الاجتماعي والاقتصادي والحضاري!.
منجزات في خبر كان
ولا نريد ان نطيل ودعنا نتساءل! اين هذه المنجزات، وما حل بها؟!.. والجواب: ان غالبية هذه الانجازات قد انتهى اخرها، واصبحت في خبر كان!.... وخاصة الخدمية منها والاقتصادية!.. ولم يحافظ على وجودها وادائها سوى الجامعات والكليات والمعاهد العلمية، لارتباطها بوزارة التعليم العالي!.
فالمؤسسات الخدمية، مثل الهيئة العامة للبيطرة والثروة الحيوانية وهي مؤسسة خدمية، حولتها وزارة الزراعة الى مديرية عامة للثروة الحيوانية بادارة زراعية، وشركة عامة للبيطرة ذات تمويل ذاتي بادارة بيطرية عليها ان توفر امورها المالية من وارداتها الخاصة وهي اساسا خدمية بلا واردات، ما يجعلها عاجزة عن سد نفقاتها التي تقتضيها مستلزمات العمل ومسؤولياته من رواتب ومصاريف اخرى، والمختبر المركزي للمصول واللقاحات البيطرية تحول الى شركة تجارية باسم (شركة الكندي) تعنى بالارباح العائدة من بيع انتاجها من اللقاحات، بعد ان كانت مؤسسة علمية تخرج اطباء بيطريين متخصصين بعلوم التحليلات المرضية وانتاج اللقاح وجاهزين للتخصص في العلوم الطبية خارج العراق وداخله وكذلك قسم التلقيح الاصطناعي ونقل الاجنة، اصبح خاويا وخالي الوفاض، بعد ان استلم ادارته الزراعيون بقرار من وزارة الزراعة بالرغم من ان التلقيح الاصطناعي ونقل الاجنة منهج بيطري متخصص يعتمد في اداء عمله على مبدأ طبي ثابت في الممارسات الصحية، وهو مبدأ من مبادئ الطب الاساسية في المعرفة والتطبيق، ويعني الوقاية من التلوث
aseptic condition اي ان القسطرة التي تلقح بها البقرة، ورحم البقرة، والسائل المنوي الذي يوضع في رحم البقرة بواسطة القسطرة كل هذه الاجراءات وما يتعلق بها، يجب ان تكون خالية من التلوث، وهي مسألة طبية وليست زراعية والسؤال حق من حقوق الاطباء البيطريين وبقية المهن الطبية الاخرى دون غيرها، محرومين منه باجراء زراعي.
لماذا درسوا وتخصصوا؟!.. والمؤسسات الطبية المتخصصة بالتلقيح الاصطناعي وعلم الاجنة في الانسان، تلعب مهنة الطب البيطري دورا اساسيا فيها وقد اسست بعض منها، ولم نر للزراعيين فيها وجود بينما نجد فيها من خريجي العلوم المتخصصين في علم الجراثيم icrobiology وهو علم له علاقة في الوقاية من التلوث بالجراثيم.. ويظهر ان سبب تحويل هذه المؤسسات الى زراعية كما اسلفنا، لانها مؤسسات ايرادية توفر ارباحاً طائلة بطرق عديدة ومع ذلك لم تكن ذاتية التمويل، بينما المديرية العامة للبيطرة لاحول لها ولا قوة في هذا المضمار ولكنها اصبحت ذاتية التمويل، وهذا ما جعلها عاجزة في اداء واجباتها والتزاماتها!..
وفي هذه الايام استهدفت (الصيحة!) مخصصات الخطورة التي منحت للاطباء البيطريين مع بقية ذوي المهن الطبية من اطباء واطباء اسنان وصيادلة، وقد سبقتها في الماضي صيحة اخرى استهدفت بدل العدوى الممنوحة للاطباء البيطريين.. فكل هذه الصيحات كان مآلها حرمانا لهذا الطرف من دون استحقاق للطرف الاخر، ولو كانت استحقاقا لطالبت به وزارة الزراعة، واقره البرلمان!.. ومن واجب وحق الوزارة ان تطالب مباشرة بحقوق الزراعيين من مخصصات مهنية، سواء كانت خطورة او غيرها، وبهذا سوف تنتهي الملابسات والمماحكات في هذا الشأن..
الاسباب الرئيسة في اعاقة المهنة
لقد لاقت مهنة الطب البيطري الكثير من الصدود والتهميش والتجاهل والعراقيل والتدخل والحرمان من حقوقها وواجباتها وخاصة من مؤسسات حكومية اقتضت الاقدار والاجراءات الرسمية الشكلية العمل معها والارتباط بها، ما ادى الى عدم افساح المجال اما نهوضها كما يجب وعطاؤها كما تريد، وتطورها حسب مقتضيات الحداثة العلمية والتقنيات المهنية!.. والسماح لها ان تتبوأ مواقع صنع القرارات الادارية والمهنية والعلمية حسب ثوابت ومستلزمات التخصص والانتماء المهني، بعيدا عن الوصاية والولاية من اية جهة كانت ليست من صلب هذه المهنة، تعوزها المعرفة والدراية والممارسة والخبرة والاستحقاقات المهنية والعلمية!..
انه لمن المؤلم ان يتولى من ليس له دراية ومعرفة بهذه المهنة خاصة اذا كانت علمية؟!.. أليست هذه بديهية؟ فلماذا لا تسلم الى اهلها لرعايتها وادارتها.
سؤال نضعه امام المسؤولين الذين يعملون على وضع الامور في نصابها وبناء العراق الجديد وقيادة الوطن نحو الاعمار والازدهار والتقدم لسعادة هذا الشعب ورفاهيته..
الا يكفي هذا ان نعي ما نحن عليه من تراجع وقصور، وان نفعل الطاقات والامكانيات العلمية والمهنية، كل حسب اختصاصه من دون خلط لاصلاح الامور والعبور الى شاطئ الامان؟!.
خارج الوصاية
ما دمنا عازمين على بناء عراقنا الجديد واطلاق طاقاته وقدراته الخلافة حسب الكفاءات والاختصاصات العلمية والمهنية، فالحل الصائب يكمن في ان تمتلك هذه المهنة قرارها بنفسها بعد ان تجاوزت الخمسين من عمرها، وتدير شؤونها وامورها بعلمائها ورجالها على ان تحظى بكامل القدرة والارادة في رسم وتأسيس برامجها ومناهجها وفق مصلحة الوطن وثوابت بنائه خارج شريعة الوصاية والولاية التي ليست من صلب هذه المهنة.
وهنا يناشد ابناء هذه المهنة ويلتمسون الجميع وفي مقدمتهم المسؤولين والمعنيون ان يولوا القصة اهمية خاصة ويضعوا الامور في نصابها ويعطى كل ذي حق حقه، وان يتخذوا القرار في انصاف هذه المهنة بان يكون لها وزارة خاصة بها باسم (وزارة الصحة الحيوانية): التي هي الاساس الطبيعي الذي لابد منه لتفعيل هذه المهنة واطلاق طاقاتها العلمية والمهنية، ومن دون ذلك ستبقى هذه المهنة مكبلة بالقيود ومغلوبة على امرها وعاجزة على البقاء والعطاء.