طريق الاحرار

تبقى الحيرة والدهشه جلية في عيون الحجيج القادمين من كل بقاع الارض صوب كربلاء المقدسه وهي تمد النظر على الافق المهيب بالطوفان البشري الهادر بقوة جذب تجاوزت جميع القوانين فقد خلت بيوت العراقيين وقراهم ومدنهم من كل ساكنيها اذ غادروها طوعا وشدوا الرحال الى الحسين مشيا وداسوا على كل الاعذار التي تحول بينهم وبين كربلاء حيث باب الله..ففي ارواحهم هاتف يصيح من الاعماق ..يا.. حسيييييين...انطلقوا وهم خجلون من مقدمهم وغير مبالين بقساوة البرد وبعد المسافات ووعورة الطريق وغير ابهين البته بكل اسباب الموت المزروع في دروبهم......حتى العليل تحامل على مرضه وتأبط اكتاف رفاقه وكذلك الكهل العجوز راح يخط الارض بسيقانه الباليتين النحيفتين متوكأ عصاه ومثلهم
الاطفال وهم يسارعون الخطى باطرافهم الغضه للحاق باندفاع ذويهم وهم مع تلك الملايين المؤمنه الزاحفه يرسمون اروع لوحات الملاحم الاسطوريه المعبره عن اقصى درجات العشق الحسيني...
اي مرء يمكنه وصف هذا التيار المتدفق دون توقف... فهو قطعا يبهر الناظر ويستدر دموعه لروعته وهيبته ويبعث في روحه شحنة من الايمان ترسخ عقيدته وتزيد من ثباتها وهو يرى محطات اخرى من جلال التفاعل الوجداني عند الالاف من اصحاب سرادق الخدمه وهم يجودون بكل ما يملكون لزوار ابي عبدالله.. يذوبون .. يتوسلون قبول خدمتهم....
فأي عراق هذا .. واي اباء هذا .. واي انصهار لارواح المحبين في امامهم هذا.. واي عشق سرمدي هذا......
سألت صديقي الاوربي القادم معي لزيارة ريحانة الرسول ان يصف لي ما يراه على طريق الاحرار.. فقال وهل مثلي يمتلك لسانا يجيد الوصف او قريحة يمكنها ان تعبر عن عشر معشار ما ارى ..فقلت له وكيف وانت الاديب المفوه والشاعر المؤثر..فرد علي بابلغ جواب عندما تفجرت ماقيه دموعا وهو يصيح يا حسيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين