من ذا يمتلك المرض

السلام عليكم
خلال اطلاعي على بحوث مؤتمر استراليا البيطري والذي تفضل الزملاء بالمنتدى ( د مهند و د عادل)بتسهيل قرائته
ومتابعته
اعجبني احد فلاسفة البيطرة في بريطانيا ام الطب البيطري ورائدة تنظيم الثروة الحيوانية ودولة راسمالية بحته يسيطر فيها القطاع الخاص في كل نشاطات الحياة ومع ذلك سنلاحظ ان الدولة والمجتمع لابد ان تتدخل وان البيطرة لابد ان تكون حكومية ولو جزئيا
ارجو قراءة المقال الاصلي لمن يعجبهم الاطلاع باللغة الانكليزية
شاركني في الترجمة الزميل د جابر سعد المحترم
تحياتي
من ذا يمتلك المرض؟
WHO OWNS DISEASE?
Professor Joe Brownlie
Royal Veterinary College,
London UK
Proceedings of the AVA Annual Conference, Canberra 2012
ترجمه بتصرف
جليل عبد غاطي – المستشفى البيطري –ذي قار
جابر سعد صينخ - المستشفى البيطري –ذي قار
يبدو لنا للوهلة الاولى ان السؤال عن ( من يمتلك المرض ) , سؤال يجب ان لا يسأل !!.
ان العديد من الامراض غير المعدية تقع المسؤولية في حدوثها على المربي نفسه , أما الامراض المعدية فهي مختلفة عن سابقتها , اذ تشكل تحديا مستمرا لمشاريع تربية الحيوانات الانتاجية وتحديا لحيواتنا الاليفة المدللة. فالأمراض المعدية يمكن ان تركب الرياح والملابس, تنتقل بالسيارات ,الادوات وبوساطة اللقاحات ايضا ً .أنها تعبر الاسوار والحواجز, وفي حالات استثنائية تكمن في الاجنة التي لم تولد بعد . لكل تلك الاسباب تصبح الامراض الانتقالية كسفاح صامت ينشر الدمار والموت!!
والسؤال الصعب هنا , من هو المسئول ؟؟ الجار لأنه نقل المرض أم مربي الحيوانات الذي فشل في حماية حيواناته ؟.
اكد البرنامج الاحترازي والاحتياطي للحكومة البريطانية - لتحديد ومعرفة الامراض المعدية - (2006) والمعد من قبل البروفسور دافيد كنغ ان الامراض الجديدة والطارئة ( New and emerging diseases ) تشكل تهديداً كبيراً لحياة الانسان والحيوان خاصة مع تسجيل مرض بشري كل ثمانية اشهر ان التكهن بماهية الامراض الجديدة و تقدير شدتها امر غير ممكن .
ماذا نقول اذن ؟ مع بعض التخويل ( السلطة ) هل الامراض الجديدة تستمر بالظهور , هل نحن ؟ كأطباء بيطريون في وضع يسمح لنا بالتعامل مع اصابات جديدة .وهل نحن عارفون لما نريده او نحتاجه ؟ هل نحن متأكدون اننا نمتلك خطة ستراتيجية للتعامل مع الامراض غير المتوقعة ؟ .
لاكتشاف ومعرفة خمج جديد هناك احداث يجب ان تسير بتعاقب وتوالي سريع وفي الحقيقة لو اردنا السيطرة على الامراض من ان تنتشر بصورة واسعة فان علينا العمل وفق الاتي :
1-ان يعترف مربو الحيوانات او مالكيها انهم في مشكلة تحتاج الى تدخل البيطريين وتشخيصهم لها .
2- ان الطبيب البيطري الممارس على معرفة ماذا يحتاج لإجراء التشخيص او اخذ عينات الى المختبر .
3- استعداد المختبر لإجراء الفحص بسرعة وبخصوصية وحساسية لتأكيد او كشف مسبب المرض .
والسلسلة لابد ان تعمل وبنفس الكفاءة و بالعكس ( المختبر , الاطباء البيطريون ثم المربون ) وكل فشل في احدى هذه الحلقات هي مقدمة فشل في السيطرة .
النقطة المهمة التي اريد تثبيتها هنا هي ان الطبيب البيطري كتشخيصي محترف هو عامل او لاعب مركزي ومهم , أذن نحن كبيطريون نتحمل المسؤلية.
ان الانتقال من السيطرة على الامراض المعدية في قطعان الحيوانات الفردية والشخصية الى المستوى المناطقي والوطني هي خطوة كبيرة وعظيمة , والدرس الذي يمكن ان نتعلمه من العمل في حقول تربية الحيوانات الشخصية هو ان السيطرة محتملة , وعلى اية حال فالتحرك نحو قواعد وأنظمة جماعية تصبح غير بعيدة المنال . وليحدث هذا فنحن بحاجة الى حس منظوماتي وقبول الالتزام به للشروع في السيطرة على المرض ومن الضروري ان تكون العملية طوعية.
من خلال القليل من أبحاثي فان بعض المخططات (السيطرة على الأمراض) نجحت بصورة جيدة كأسس تطوعية في بريطانيا , ان احتمال الفشل والنجاح يأتي بسبب أساسيات البنية التحتية والتي نحتاجها في السيطرة على المرض , وبعض هذه البنى نحتاجها في التوظيف والدعم المحتمل فالكثير من السمات الاجتماعية وحتى السمات الثقافية ممكن ان تكون منطلقا للنجاحات , وفي المملكة المتحدة نمتلك ثقافة زراعية تكون عامل مساعد في رفاهية المجتمع وخلق منظومة جيدة للتعاون وهذا سيكون هدف محدد في تعاملنا مع الامراض المعدية عند حدوثها . ان وجود بؤرة واحدة من المرض يمكن ان تؤدي الى إعادة الإصابة في منظومة السيطرة وتضيع سنوات عديدة من العمل الشاق والدءوب.
يبدو ان الاطمئنان على الامن الغذائي واضحا في بعض البلدان المتقدمة ومنها بريطانيا ولكن في دول اخرى مثل استراليا فهناك فرص كبيرة للإنتاج الحيواني. فعلم الاحصاء يؤكد ان كميات البروتين الحيواني سيكون في نقص حاد عند حلول عام 2020 , وكل من البلدان المتقدمة والنامية عليها ان تفهم ان تأسيس مزارع الحيوانات المنتجة سيكون الحل , اذا فهمنا ان توفير الغذاء هو من مسؤولية الدولة تجاه شعبها ( وهو امر مؤكد قطعاً ) , وتوظيف البرنامج الزراعي لذلك هو الضمان في النجاح في هذه المسؤولية .
وعودة الى الأمراض المتوطنة والعابرة وفهمها يتوضح ان مسؤولية الامن الغذائي والإنتاجية العالية تنتقل من المنتج الاولي ( الشخصي ) وتصبح مسؤولية المنتج التجميعي . ولو قبلنا بان السيطرة على الأمراض هي ليست قضية مربي الحيوانات والمشرف البيطري فقط . ( وهم المعنيون الرئيسيون فيها ) , عندئذ سنحتاج الى معرفة من هو المسؤل عن المرض ومن يقف في ساحة التحدي ؟؟.
وعلى اية حال فالواقع اننا لابد ان نعود الى السؤال الأكبر – من ذا يمتلك المرض – والى ان نفهم حقيقة ذلك السؤال ونلتزم به فإننا سوف لن نسيطر على الأمراض المعدية .
وفي عراقنا الحبيب ماذا نقول نحن الاطباء البيطريون
اننا مسؤلين عن الامراض الفردية والمعدية والسارية وعن ارشاد المربين الى ابسط خدمات الحيوان فنحن نلعب دور المربي والمشرف البيطري وندافع عن مهنة البيطرة ومهنة تربية الحيوان ونمضي قدما في تحقيق الصحة الواحدة (للإنسان والحيوان)
لقد آمنا برسالتنا وعرفنا دورنا في المجتمع ورضينا بخدمة بلدنا بهذا النشاط ادراكا منا لواقع الحال ومستوى الوعي العام في المجتمع الزراعي العراقي . ان الوعي الثقافي للأطباء البيطريين غاية في الاهمية وهو فرع من رسالتنا في دفع عجلة التغيير والإصلاح وتجويد العمل.
آمنا بأننا من يمتلك المرض وليس لنا بد.
ولتقر عيون ابناء وبنات العراق , في كل بيت و قرية في ريفنا الجميل وباديتنا واهوارنا وجبالنا , من مربي الحيوان والمهتمين به و المسؤلين عنه , فالأطباء البيطريين عيوناً ساهرة لحماية ثروتنا الحيوانية الانتاجية وحيواناتنا الاليفة .

مقال رائع دكتور
وفعلا ان تركيزنا على مهامنا ونضالنا من اجل ان نقوم بواجباتنا هو شيء نفخر به
خصوصا ونحن الان نخوض غمار استرداد بعض اهم اختصاصاتنا من وزارة الصحة وهي الرقابة على سلامة الاغذية من المنشا الى المائدة
وكذلك دورنا في محاربة الامراض المشتكة والانتقالية

تقبل احترامي