منع الحمل... للبعوض

الحمّى الدِّنجيّـة (حمّى الضّنك)

يُسبّب هذه الحمّى فايروس من مجموعة أربو Arboviruses التي يحمل معظمها الحامض النووي RNA ، وأهم أعراض هذا المرض ألم حادّ في المفاصل والعضلات ، طفح جلدي مهيّج للحكّة ، صداع ، التهاب اللوزتين ، حمّى ورشح الأنف الذي يُصيب الأطفال الصّغار والكبار والبالغين ولا يوجد له دواء يَشفيه أو لقاح يمنع الإصابة به ، ولكن المريض يعالَج عادة بالأسبرين والكودئين لتخفيف الألم ويُستعمل غَسيل الكالماين Calamine lotion لتخفيف الحكّة. وهو ليس بذي خطر عادة ولكنّ المريض يُصبح عاجزاً عن الحركة ويحتاج إلى عناية خاصّة ، ويكون ذا خطر إذا تحوّل إلى الحمّى النزفيّة أحياناً فيكون مميتاً وخصوصاً في الأطفال. تظهر الأعراض عادة خلال فترة 3-14 يوماً .

أما كيف يصيب هذا الفايروس الإنسان ، فبواسطة عضّة (لسعة) بعوضة Aedes aegypti . هذه البعوضة منتشرة في أرجاء واسعة من العالم ولكنّ أكثرَ من 70% منها موجود في جنوب شرق آسيا . وتوجد أيضاً منطقة غرب الباسيفيك وفي أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي والمناطق الاستوائيّة. تلسع الحشرة الأنثى الإنسان في النهار، فهي تحوم حوله ، وتضع بيضها في أماكن عدّة. أمّا الذّكّـرُ منها فلا يستطيع العضّ، لذا لا يسبب المرض.

المبيدات الكيميائية والتقنية الجينيّة

تُستعمل المبيدات الكيميائية للقضاء على هذه الحشرة في مختلف الأماكن التي تتواجد فيها ، وهذه تكلّف ليس أموالاً طائلة وحسب بل تلوّث المحاصيل الزراعية وتؤثر على البيئة بصورة عامة . ففي كي ويست ، ولاية فلوريدا الأمريكية مثلاً ، تكلف إبادتها حواليْ 400 ألف دولار سنوياً ولكن بيضها الذي قد لا يتأثر بالمواد الكيميائية أو ما يتبقّى منه يفقس عن يرقات أُخَـر إضافة إلى ما ينجو منها من الإبادة .

ولكن شركة أوكسيتك Oxitec البريطانية استطاعت أن تستنبط طريقة غريبة لإزالة هذه البعوضة دون اللجوء إلى استعمال مواد كيميائية. أما كيف تمّ ذلك ، فبواسطة حقن ذكر البعوض بجين خاصّ سامّ جعله قاتلاً لذريّته دون أن يتأثر هو به لإعطائه مادة التتراسايكلين (أنتيبيوتيك) التي تقيه من الإصابة بما ينتجه الجين من سموم . يتنافس ذكر البعوض المحوَّر جينيّاً مع الذكر الطبيعي/البرّي الذي لا يحمل الجين السّام على أنثى البعوض فيتغلب لكثرة عدده ، وبعد تزاوج الأنثى (البرّية) المسببة للمرض مع الذكر المحوَّر جينيّاً تضع الأنثى بيضها الذي يرث الجين القاتل . يفقس هذا البيض عن يرقات تحمل جيناً ساما يقتلها قبل أن تصل مرحلة البلوغ ممّا يجعل البعوضة تتناقص في عددها وبتكرار إطلاق الذكور المحوَّرة جينيّاً تنقرض البعوضة.

ينفي ديريك نيمّو رئيس الأبحاث في شركة أوكسيتك في أبنون، إنكلترا خطر هذا الجين الموجود في هذه الحشرة التي يلتقطها الطير أو تبلعها السمكة . ولكن لا أحد يعرف العواقب السيئة الناجمة عن التقنية الجينيّة هذه على البيئة بصورة عامة. وقد جرّبت شركة أوكسيتك هذا البعوض المحوَّر جينيّاً أول مرة في جزر كيْمان في 27 أكتوبر 2009 وفي ماليزيا عام 2010 أُطلقت ستة آلاف حشرة محوّرة جينيّاً، وحسب قول نيمّو فإنّ التجربة أظهرت بأنّ هناك أكثر من 80% تقليصاً للبعوض في مدة ثلاثة أشهر. وكان المفروض إطلاق هذا البعوض المحوَّر جينيّاً في كي ويست في ولاية فلوريداً في شهر كانون الثاني الماضي ، وستُنمي شركة أوكسيتك بيض البعوض في إنكلترا وستُرسله إلى كي ويست حيث يقوم المسؤولون هناك بفقسه. ستُقتلُ إناث البعوض في مختبر التناسل/الإستيلاد . أمّا الذكور ، فستُعلَّم بالفلوروسنت، كما يقول دويْـل مدير مراقبة الحشرات، لمراقبة محلّ طيرانها. وستُطلق 5- 10 آلاف من هذا البعوض المحوّر جينيّاً ، وهو عدد كاف للتغلّب على عدد ذكور البعوض البرّي الطبيعي لمنعه من الحصول على الإناث.

يعتبر العلماء هذه التقنية عمليّة منع الحمل للحشرات التي هي بديلة عن العمليّة التي كانت جارية منذ خمسين عاماً على بعض الحشرات والقائمة على تعريض ذكور البعوض للإشعاعات لتعقيمهم (قطع النسل) فقد يتزاوجون ولكن دون إنجاب. هذه العملية استُعملت في الزراعة كثيراً، ولكنَّ مساوئَـها أنْ قد يفقد الذكر فعاليته فتبوء بالفشل. أما في هذه التجربة بحقن الجين القاتل ، فهو أنّ التناسل يحدث ويفقس البيض عن يرقات ترث جيناً يقتلها قبل أن تصل مرحلة البلوغ للإخصاب .

يتخوف كثيرون من أنَّ إحلال المحوَّر جينيّاً محل الطبيعي (البرّي) قد يسبب خللاً في الطبيعة وتأثيراً لا يُعرف بعدُ ، كما يتخوفون من عواقب التلاعب بالجينات وتخليق كائنات غريبة ، كما حدث أنْ أنتج العلماء البريطانيون في العام الماضي كائناً خليطاً من إنسان وقرد. ولكننا ، شئنا أم أبينا، سنرى كثيراً من غرائب التقنية الجينية ، فلا أحد يدري أيّ جين يُغرز في الإنسان أو الحيوان أو الطير يغيّر صفات هذه الكائنات أو ينتج كائنات غير معروفة من قبل نتيجة مزج بينها .

التجارب العلمية الجينية، بعضها في العلن وآخر في الخفاء، جارية وستجري أكثر في هذا المضمار وسيكون هذا القرن قرن التقنية الجينية بكلّ معانيها.

(بهجت عباس)
عضو متمرس في جمعية الكيمياء الحيوية البريطانية

موضوع جدا مهم ..والذي سمعنا عنه الكثير بمفهوم - قطع النسل ..لكل الحشرات الضارة وقد يتمكن العلماء العراقيين بتطبيقه للقضاء على الكلاب السائبة ..مثلا !

شكرا دكتورنا الغالي على اختيارك لهذا الموضوع ونتمنى ان نقرا المزيد عنه في متابعتك العلمية

تقبلوا مني اخلص التحيات
اخوكم
د.مهند الوائلي

أستاذي الفاضل الدكتور مهند

شكرا لمرورك و تعليقك الجميل و تنويهك لإمكانية إستخدام هذه الطريقة الجينية في العراق لمكافحة الكلاب السائبة بواسطة التعقيم الصامت.

في الحقيقة ان هذه الطريقة ان نجحت ستكون اقل وطأة من إطلاق العيارات النارية على الكلاب مما يدمي القلب بكل صراحة.

قبل شهر من الان تسلمت مؤسسة أميركية تسمى (Found Animal) تسلمت آخر بحث للمتقدمين ببحوث إستجابة لإعلان تم نشره في كل المحافل العلمية البيطرية و مواقع الانترنت تقريبا.

المؤسسة أعلنت أنها تمنح 15 الف دولار كمكافأة لأي بحث علمي يمكن عن طريقه تعقيم الكلاب جينيا و ذلك لايقاف عمليات القتل الرحيم في ملاجيء الكلاب حيث أن المركز فقير جدا و رغم ذلك لا يمكنه التوقف عن إستقبال الكلاب لعرضها للتبني أو قتلها بشكل رحيم حتى لا تتعرض لل (بهذلة بيد اليسوة و الما يسوة بالشوارع)!!

ربما سوف نقرأ بعد أشهر عن بحوث بهذا الصدد منشورة بعد نشر نتائج تلك المسابقة و لربما يستفيد بلدنا من تلك الطريقة إن وجدت

و اليكم نص الاعلان.. و لنقرأ التنويه عن الجائزة المالية الثانية التي وعد بها البحث الفائز.. مع التقدير

Found Animals Foundation Invites Entries for Michelson Graduate Student Challenge in Dog and Cat Sterilization

The Found Animals Foundation, a privately funded Los Angeles-based nonprofit group, has announced the 2011-12 Michelson Graduate Student Awards, to be presented to three graduate students at a U.S. institution who create the best research proposals for development of a permanent, non-surgical sterilant in dogs and cats.

Part of the Michelson Prize and Grants in Reproductive Biology initiative, the Michelson Graduate Student Awards program is designed to raise awareness in the scientific community about the need for a non-surgical method of cat and dog reproductive control to reduce shelter euthanasia and animal suffering worldwide.

An award of $15,000 will be made in three categories: gene silencing to induce sterilization in dogs and cats; innovative application of an engineering/materials science approach to inducing sterilization in dogs and cats; and development of an innovative depot formulation for lifetime delivery of contraceptive vaccines in dogs and cats.

Applicants must be enrolled for the 2011-12 academic year in an accredited graduate school in the U.S. in a scientific, engineering, materials science, or related discipline.

The graduate student award winners may apply for grant funding for proposed research through the Michelson Grants in Reproductive Biology program. Applicants also will be eligible to make a claim for the $25 million Michelson Prize in the event that their research generates a product or technology that meets all of the prize criteria.

اخي العزيز الدكتور المراقب المحترم

ان ماتفضلت به كم هو مؤلم ..بان تتبنى دولة او دول اجنبية بتقديم مكافاة للبحث عن حل لازمة نحن(العرب) نعيش يوميا معها .. بجعل هذا الحيوان ضحية الخراطيش والقتل العشوائي...ويجعلون الطبيب البيطري يلعب دورا بائسا كصياد لهذه الحيوانات بدلا ان يمارس مهنته الانسانية العريقة

اتمنى لو كانت هذه الدول العربية الغنية والتي تعاني من هذه المشكلة بتقديم الدعم اللازم للمؤسسات البحثية وزيادة المكافاة التشجيعية بدلا من صرف الاموال الطائلة للاساءة لهذه الحيوانات

شكرا لكم سيدي على هذه المعلومات القيمة

تقبلوا احترامي وتقديري

اخوكم
د.مهند الوائلي

Dear Observ
Really, it is interesting article. This would change alot of concepts for epidemiological behaviors of mosquito- borne diseases such as Malaria, West Nile virus, Yellow fever, Eastern equine encephalitis, Rift Valley Fever, Filariasis, Chikungunya … etc
Thank you for your distinguished efforts
Best wishes

» الحمل عند الأفراس
» لماذا وكيف يحدث الحمل التوامي