حين اكتشف هذا المرض، كان يطلق عليه اسم الشلل الرعاشي كما سماه العالم “جيمس باركنسون“. ومن الاسم نستطيع أن نرى ان المرض يصنف كـ صعوبات في الحركة بداية وعلى الرغم من أنه توجد هناك تغيرات معرفية وعقلية تتراوح مابين إعاقة بسيطة في مجال واحد والخرف الشديد، الا أنها لا تبدأ إلا في المراحل المتقدمة من المرض.
يوجد حول العالم حوالي ٧٣ شخص من المشاهير المصابين -أو أصيبوا- بهذا المرض ومن أبرزهم: ادولف هتلر، محمد علي، رونالد ريجان، البابا يوحنا الثاني لذلك أطلق على هذا المرض اسم آخر وهو ” مرض المشاهير”.
وفي المملكة العربية السعودية يعرف مؤسس اول جمعية سعودية للشلل الرعاشي الدكتور سليمان بن عبدالرزاق البلالي، بإصابته بهذا المرض. ويعتبر البلالي من الكفاءات الوطنية المعروفة في الإدارة الصحية في المملكة حيث تقلد عدد من المناصب قبل تقاعده عام 2009م وتشمل تولية منصب مدير عام المستشفيات بوزارة الصحة لمدة 9 سنوات كما عمل مدير عام مستشفى الرياض المركزي (الشميسي) لمدة سنتين و مدير عام مشروع مستشفى الملك فهد للحرس الوطني لمدة 5 سنوات وكذلك المدير التنفيذي لمستشفى الملك خالد الجامعي للعيون لمدة 5 سنوات وأيضا العضو المنتدب و المدير العام للشركة الوطنية للرعاية الطبية لمدة 5 سنوات.
كما شهد هذا المرض تغيرا كبيرا منذ اكتشافه في طرق الكشف والعلاج، فمع دخول الجراحات العصبية الدقيقة للمجال الطبي نال هذا المرض نصيبه من المحاولات والتجارب الهادفه لعلاجه وإزالته نهائياً. ومع اكتشاف الخلايا الجذعية انفتح باب الأمل للمصابين واصبحت الخيارات العلاجية لتشمل الدواء التقليدي فقط وسنتطرق لهذه المجال بصورة مختصرة في بقية الموضوع.
ينجم هذا المرض عن نقص ف مادة الدوبامين من خلايا عصبية في الدماغ تعرف باسم substantia Nigra او “المادة السوداء” الموجودة في الخلايا القاعدية، والدوبامين هو المسؤل عن إرسال إشارات عصبية للمراكز المنظمة للحركة في الدماغ مما يؤدي إلي صعوبة الحركة والتيبس. ينتج عن ذلك أيضاً عدم توازن في كيمياء الدماغ كزيادة مادة الاسيتايل كولين والتي لها يد ايضاً في أعراض المرض.
كم عدد المصابين به حول العالم؟ العرب؟ السعودية؟
للأسف لا توجد احصائيات دقيقة توضح حالة المرض في المنطقة العربية لكن في الولايات المتحدة الامريكية بلغ عدد المصابين به اكثر من مليون شخص.
ماهي اسباب الإصابة به؟
يعتقد ان السبب في معظم حالات باركنسون يعود إلي تداخل بين الجينات والبيئة المحيطة بنا.
استخدام المبيدات الحشرية، العيش في المناطق البدائية، استهلاك مياه الآبار، التعرض للمواد السامة في الأعشاب ، العيش بالقرب من المناطق الصناعية كلها من ضمن العوامل البيئية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالمرض. وجد العلماء أيضاً ان الكثير من مستخدمي مادة MPTP وهي نوع من انواع الهروين، أصيبوا بهذا المرض. وجد ايضاً ان بعض الأدوية المستخدمة لعلاج مرض القسام وبعض الامراض النفسية تعطي أعراضا مشابهه لهذا المرض. نظرية اخرى تقول ان الأكسدة و الأزواج الالكترونية الحرة الناتجة عن أكسدة الدوبامين تلعب دورا مهما في تطور المرض وانتقاله من مرحلة إلى اخرى. وهناك العديد من العوامل التي تؤدي الـ نشوء المرض او تطوره والتي لم يتم التأكد من دورها الكامل بعد.
حين يصيب مرض باركنسون شخصا كبيرا في السن فان ذلك غالبا يرجع الـى عوامل لها علاقة بتقدم العمر او بتصلب الشرايين او بالعوامل البيئية. اما حينما يصاب شخص صغير في السن فإن ذلك غالبا مايكون مرده الـى عوامل وراثية.
ماهي الأعراض؟
يوصف الاشخاص المصابين بهذا المرض باصحاب “القناع” وذلك يعود لـحقيقة ان المريض قليلا ما يغير في تعابير ووجه ولايرمش الا نادراً فيكون وجهه اشبه بالقناع الأصم. ويعاني المريض أيضاً من بطء في بداية ونهاية الحركة كالمشي والكلام وحركة اليدين مما يؤثر على طريقة الكلام ونبرة الصوت، ويؤثر أيضاً على طريقة الكتابة فيصبح خط المريض اصغر من المعتاد. ومما يتأثر ببطء الحركة أيضاً هو التقلب في السرير،فيقل معدل تقلبه في السرير اثناء النوم الصفر فيصبح وكأنه مصاب بالتخشب. ومن ابرز مايميز هذا المرض هو نوع من الرعاش الذي يظهر في اوقات الراحة ويختفي اثناء الحركة وتشبه حركته حركة المسبحة بين الأصابع.
قد يصاب مريض الباركنسون بنوبات تغير في المزاج وقلق قد تنتهي بالخرف.
هل يمكننا الوقاية منه؟
من نسبة المصابين به في امريكا نستطيع ان نرى انه قد يصيب اي شخص متقدم في السن. لكن باتخاذنا سبل الوقاية من العوامل المذكورة سابقا قد نستطيع ان نقلل من نسبة إصابتنا به.
ماهو العلاج التقليدي لعلاج باركنسون؟ وماهي الطرق الحديثه لعلاجه؟
رغم التقدم الكبير في المعالجة الدوائية والجراحية لمرض باركنسون إلا أنه لا توجد حتى الآن معالجة شافية له ، ولا تزال هنالك تحديات كثيرة تنتظر الحل. وما يشجع أن أبحاثا كثيرة ومتطورة تجرى الآن في العالم قد تساعد في المستقبل على ظهور فهم جديد يمكن أن يؤدي إلى شفاء المرض. يقوم بعض أخصائي الأعصاب اليوم بتحفيز الأجزاء المسؤلة عن مرض باركنسون في الدماغ بشحن كهربائية بسيطة وقد اعطى ذلك نتائج مرضية في بعض الحالات. بعض العلماء يدرس الان امكانية زراعة خلايا جذعية في الخلايا القاعدية لتتخصص الـالـ خلايا منتجة للدوبامين المفقود وكلها مازالت تحت طور الدراسة وعليها آمال كبيرة.
والمعالجة في الوقت الحاضر تستمر طوال الحياة مثلها مثل معالجة مرض السكري، فهي تساعد على تخفيف حدة الأعراض ، وعلى استعادة القدرات الوظيفية ، وتحسين نوعية الحياة فقط ، فيتمكن المريض من أن يعود إلى مزاولة حياته الطبيعية في العمل والمجتمع ، كما يشعر بنعمة الصحة والسعادة ، وعدم الاعتماد المستمر على الآخرين.
معظم الأدوية الموجودة حاليا تهدف الـالـ استبدال الدوبامين المفقود او التقليل من المواد الزائدة تبعا لنقص الدوبامين.
منقوووول