بقلم: إعداد: خيام الديراني
فيروس صناعي يقتل الورم السرطاني
صنع علماء كوريون جنوبيون من جامعة يونسيه فيروساً يمكنه مهاجمة الخلايا السرطانية والقضاء عليها، دون المساس بالخلايا السليمة أثناء ذلك.
واستخدم العلماء في تجاربهم فيروس الغدد العادي adenovirus، الذي كثيراً ما يسبب الرشح في أيام السنة الباردة، لكن بعد أن أُضيف إليه مقطع من الشيفرة الوراثية البشرية المضمنة في الحمض النووي، وهو المقطع المسؤول عن تركيب هرمون الريلاكسين، كي يتمكن هذا الفيروس من لعب دور آخر في أجسام البشر.
وقد تكاثر هذا الفيروس المُعدَّل تكاثراً نشطاً لدى حقنه في ورم سرطاني، وقتل الخلايا السرطانية، في حين أنه لم يُشكـِّل أي خطر على الخلايا السليمة.
ويؤكد الباحثون أنه خلال ستين يوماً بعد سلسلة حقنات في أدمغة فئران التجارب وأكبادها ورئاتها وأرحامها اختفى أكثر من 90% من الخلايا السرطانية.
إنتاج الوقود بوساطة الدم البشري
قامت مجموعة من الباحثين اليابانيين والإنكليز بتكوين مركب جزيئي غير عادي من بعض البروتينات الموجودة في دم الإنسان، وإجباره على التقاط أشعة الشمس وتحليل المياه إلى هيدروجين وأكسجين.
ويدخل في أساس هذا المركب الجزيئي عنصران من عناصر الدم هما الألبومين والبورفيرين، اللذان قام الباحثون بتحويرهما.
في الحالة الطبيعية ضمن دم الإنسان، تكون جزيئة البورفيرين متصلة بذرة حديد، لكن العلماء استبدلوا ذرة توتياء بها، كما خضع الألبومين لبعض التعديل، ثم دُمِجَت الجزيئتان لتشكيل المركب الذي كان حساساً لأشعة الشمس وقادراً على استخلاص الهيدروجين من الماء.
وعلى المدى البعيد، يمكن لهذا النوع من الجزيئات المركبة أن تشكل طريقة لاستخلاص الهيدروجين، لاستعماله وقوداً صديقاً للبيئة.
اكتشاف منطقة الإيثار في الدماغ
اكتشفت مجموعة من العلماء في جامعة ديوك Duke منطقة الدماغ المسؤولة عن السلوك الإيثاري.
والإيثار هو سعي الإنسان لمساعدة الناس الآخرين دون مقابل مادي لقاء هذه المساعدة، لكن السبب المباشر لهذا السلوك بقي غير معروف إلى وقت قريب.
ولمعرفة الإجابة عن هذه المسألة، أجرى الباحثون اختبارات على 45 شخصاً، وقد وضعوهم أمام خيارين: إما المشاركة بلعبة حاسوبية، أو مراقبتها فقط، علماً أن الفوز باللعبة كان يرافقه كسب مادي.
مسح الباحثون أدمغة المشاركين في الاختبارات بوساطة التصوير الطبقي الرنيني المغنطيسي. وكما بيَّنت نتائج الاستقصاء فإن القسم العلوي الخلفي من الدماغ كان الأكثر نشاطاً عندما راقب المفحوصون اللعبة، أي عندما رفضوا الحصول على الربح، مقارنة بالنشاط في تلك المنطقة عندما مارسوا هم ذاتهم اللعب.
ووفقاً لمعطيات سابقة، فإن نشاط هذه المنطقة الدماغية مرتبط بفهم العلاقات الاجتماعية.
إضافة إلى ذلك، وقبل المسح، أجرى الباحثون استبياناً لتحديد درجة الإيثارية لدى كل واحد من المشاركين في الاختبارات، وجاءت نتائج المسح لتوضِّح أن شدة النشاط في هذه المنطقة الدماغية مرتبط ارتباطاً مباشراً بدرجة الإيثارية لدى كل شخص مُختـَبَر.
بيت يرمم ذاته بعد الزلازل
سيُبنى في اليونان عام 2010 أول بيت قادر على ترميم ذاته بعد زلزال خفيف، وسيكون ذلك ممكناً بفضل منجزات النانوتكنولوجيا.
المشروع غير العادي من تصميم معهد الصناعة النانوتكنولوجية NMI التابع لجامعة ليدس، بالمساهمة مع عدد من المؤسسات العلمية الأخرى وشركات أوربية.
ومن المفيد الإشارة هنا، إلى أن المصممين عرضوا طريقة جديدة تماماًَ لإكسابه صلابة عالية مقاومة للهزات الأرضية، لكن هذه الصلابة غير مطلقة.
والأهم في هذا الموضوع، هو أن البيت يمكنه أن يستعيد سلامته ومتانته بعد تلقيه بعض الأضرار، إذا كانت من نوع التشققات غير الكبيرة، لكنه سيكون معدوم الحيلة في حال التطبق الكلي بسبب الهزات القوية.
ويعتزم الخبراء البريطانيون أن يدخلوا في تركيب البيتون حبيبات من نانوجزيئات بوليميرية، وهذه الحبيبات مصممة بحيث تتحول تحت الضغط إلى سائل قادر على النفاذ عبر الشقوق، ومن ثم يتصلـَّب، تماماً مثل اللاصق أو البيتون.
ووفقاً لتصور العلماء، فإن النانوجزيئات ستوازن بنية البيت الحاملة بعد تضرره نتيجة الزلازل، وبذلك ترفع مقاومته لها، وتُخفـِّض مخاطر التخربات الجدية.
ويعتقد الباحثون أن الأبحاث العصبوفيزيولوجية اللاحقة على هذه الظاهرة ستزيد من فهمنا لطبيعة الإيثار، ولكل من السلوك العدواني والسلوك غير الاجتماعي.
دماغ بريطاني عمره ألفا سنة
أعلنت مجموعة من علماء جامعة يورك البريطانية عن بقايا دماغ محفوظة داخل جمجمة قـُدِّر عمرها بنحو ألفي سنة.
تعود الجمجمة إلى العصر الحديدي، ووجدت في منطقة تطور فيها أحد المجتمعات الزراعية البريطانية الأولى، التي ظهرت قبل ميلاد المسيح بنحو ثلاثمئة سنة. وتبعاً للحفرة التي اكتشفت فيها الجمجمة، فإن العلماء يعتقدون أن ما وجدوه يمكن أن يكون ضحية شعائرية.
ويمثل اكتشاف هذه المادة الصفراء غير العادية أحد الحالات النادرة، التي حُفِظت فيها الأنسجة الدماغية في بقايا قديمة، وقد نقلت الجمجمة بسرعة إلى المشفى المحلي، وصوِّرت بوساطة جهاز تصوير طبقي، فظهرت داخلها مادة منكمشة تملك الأشكال المميزة للأنسجة الدماغية. وبما أن الدماغ، مثل معظم الأعضاء الميتة، يتحلل تحللاً كاملاً، وتأكله البكتريا، فإن الاكتشاف المذكور يدل دون شك على شكل من أشكال التحجر، والغريب في الأمر أن العلماء لم يجدوا أنسجة رخوة أخرى على الجمجمة (بقايا جلدية على سبيل المثال)، وهو ما يحدث عادة عندما تُحفظ أجسام الكائنات على نحو طبيعي في المستنقعات.
والأبحاث اللاحقة التي ستُجرى، ستبيِّن كيف حُفِظت هذه البنى داخل الجمجمة؟ وهل هي مادة بيولوجية؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما هو تركيب هذه الكتلة الموجودة؟
--------------------------------------------------------------------------------